سياسة

الأزمة بين الجزائر واسبانيا تتعقد

الجزائر : لا تبدو الانفراجة قريبة في أزمة الجزائر وإسبانيا، فقد ترك تحول موقف مدريد التاريخي من قضية الصحراء الغربية أثراً بالغاً في العلاقات بين البلدين، ما دفع الجزائر للتشبث بقرارها في سحب السفير والتأكيد على أنه ليس موقفاً وليد “غضب مؤقت”. في مقابل ذلك، تتجه إسبانيا لتعويض الغاز الجزائري بنظيره الأمريكي الأقل كلفة، في ظل تلويح الجزائر بزيادة الأسعار.
قال المبعوث الخاص المكلف بقضية الصحراء الغربية ودول المغرب العربي، عمار بلاني، إن عودة السفير الجزائري إلى مدريد مرهونة بشروط تعيد الثقة بين الجانبين. وأكد في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن “عودة السفير الجزائري إلى مدريد ستقرر سيادياً من قبل السلطات الجزائرية في إطار إيضاحات مسبقة وصريحة لإعادة بناء الثقة المتضررة بشكل خطير على أسس واضحة ومتوقعة ومطابقة للقانون الدولي”.
وعلّق المبعوث الخاص، على تصريح رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، قائلاً: “هاته الأقوال صيغت بخفة محيرة، وهي تتوافق مع إرادة الإعفاء من المسؤولية الشخصية الجسيمة في تبني هذا التغيير المفاجئ في مسألة الصحراء الغربية الذي يشكل خروجاً عن الموقف التقليدي المتزن لإسبانيا”. ويشير بلاني بحديثه إلى مقارنة رئيس الوزراء الإسباني لموقف بلاده الجديد مع فرنسا والولايات المتحدة اللتين تدعمان مبادرة الحكم الذاتي المغربية. وهنا، قال الدبلوماسي الجزائري: “ومن خلال تبرئة نفسه (سانشيز)، بهذه الطريقة الصريحة، أشار ضمنياً إلى أن الموقف الجديد للحكومة الإسبانية بشأن مسألة الصحراء الغربية يتوافق مع قرارات مجلس أمن الأمم المتحدة، وأن ذات الموقف إنما يتوافق أيضاً مع موقف الدول الأخرى”. وبالتالي -يضيف بلاني- “يبدو أنه قد نسي أن إسبانيا تتحمل مسؤولية خاصة، أخلاقياً وقانونياً، بصفتها سلطة مديرة (وهو الوضع الذي تم التذكير به سنة 2014 من قبل أعلى هيئة قضائية في إسبانيا) وبصفتها عضواً في مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية لدى الأمين العام للأمم المتحدة”.
وأشار الدبلوماسي الجزائري إلى أن الإدارة الأمريكية تتحدث عن الحكم الذاتي باعتباره “مقاربة محتملة” بينما تشير فرنسا إلى أنه “قاعدة” وأن الحكومة الألمانية عبرت عن هذا الخيار من خلال اعتباره “قاعدة محتملة”. ومن ثم – يتابع بلاني: “نحن بعيدون عن التأكيد القطعي بشأن الحكم الذاتي الذي سيكون أخطر أساس واقعي وموثوق به، وهو ما يعادل الاعتراف غير المبرر بمغربية الصحراء الغربية، وهي إقليم لا يتمتع بالحكم الذاتي بحيث لم يحدد بعد وضعه نهائياً، وهو مؤهل لتقرير مصيره وفقاً للشرعية الدولية”.
في المقابل، تبدو إسبانيا متشبثة بموقفها وتحاول إيجاد بدائل ممكنة لتعويضها عن الاعتماد على الغاز الجزائري. وأوضحت صحيفة “أوكي دياريو” الإسبانية في هذا السياق، أن كميات الغاز الأمريكي المصدر إلى إسبانيا ارتفعت لتصل إلى 43 في المئة بينما كمية الغاز الجزائري المستورد من إسبانيا تمثل 30 في المئة. وأبرز تقرير الصحيفة أن الغاز الأمريكي رغم تكلفة نقله عبر المحيط الأطلسي، فإنه أقل سعراً في نهاية المطاف من نظيره الجزائري. وأوضح مصدر قريب من الملف للصحيفة أن الولايات المتحدة تنتج الغاز الصخري، وهو غاز تكلفة إنتاجه رخيصة جداً ما يسمح ببيعه بثمن أقل من الغاز المسال، ما يجعل استيراده أرخص. أما استيراد الغاز من الجزائر فيواجه، وفق التقرير، صعوبات خاصة بعد إغلاق الأنبوب المار على المغرب إضافة إلى نية الجزائر رفع السعر. وما يؤكد ذلك أن الجزائر تقوم حالياً بإعادة التفاوض حالياً مع الشركات الإسبانية مع وجود مؤشرات قوية تدل على ارتفاع متوقع في الأسعار. وتحسباً لذلك، قام بعض المسوقين الإسبان بإبرام عقود طويلة الأجل مع المنتجين الأمريكيين للحصول على الغاز.
وقبل أسابيع، ذكر الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك توفيق حكار، أنه لا يستبعد مراجعة أسعار الغاز مع الشريك الإسباني في ظل ارتفاع أسعار هذه المادة في السوق الدولية. وأوضح حكار في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن الجزائر قررت منذ بداية الأزمة في أوكرانيا التي أدت إلى انفجار أسعار الغاز والبترول الإبقاء على الأسعار التعاقدية الملائمة نسبياً مع جميع زبائنها. غير أنه لا يستبعد، حسبه، إجراء عملية مراجعة حساب للأسعار مع زبوننا الإسباني”.
ومن الواضح أن المواقف الدبلوماسية في الجزائر أصبحت المحرك الرئيسي لتجارة الغاز الطبيعي. ذلك ما عكسته المعاملة التفضيلية لإيطاليا التي تتوافق الجزائر معها بشكل كبير في القضايا الإقليمية، في مقابل استجابة بطيئة للطلبات الإسبانية منذ تدهور العلاقات بين البلدين.
وفي هذا الصدد، أكدت الجريدة الإسبانية “إيل موندو” الإسبانية في تقرير لها، أن إيطاليا ابتعدت بشكل كبير عن إسبانيا كأكبر شريك أوروبي للجزائر في مجال الغاز”، وأضافت أن “بهذا الاتفاق المهم والتحالف الطاقوي بين البلدين فإن الجزائر تتطلع إلى إيطاليا كحليف طاقوي أوروبي كبير”.
واستبعدت أن يحظى سانشيز في حال زار الجزائر بالقدر نفسه من الحفاوة التي استقبل بها دراغي بعد التغير المفاجئ في موقفه من مسألة الصحراء الغربية دون إبلاغ مورده الرئيسي للغاز، في خضم الأزمة الطاقوية الحالية.: لا تبدو الانفراجة قريبة في أزمة الجزائر وإسبانيا، فقد ترك تحول موقف مدريد التاريخي من قضية الصحراء الغربية أثراً بالغاً في العلاقات بين البلدين، ما دفع الجزائر للتشبث بقرارها في سحب السفير والتأكيد على أنه ليس موقفاً وليد “غضب مؤقت”. في مقابل ذلك، تتجه إسبانيا لتعويض الغاز الجزائري بنظيره الأمريكي الأقل كلفة، في ظل تلويح الجزائر بزيادة الأسعار.
قال المبعوث الخاص المكلف بقضية الصحراء الغربية ودول المغرب العربي، عمار بلاني، إن عودة السفير الجزائري إلى مدريد مرهونة بشروط تعيد الثقة بين الجانبين. وأكد في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن “عودة السفير الجزائري إلى مدريد ستقرر سيادياً من قبل السلطات الجزائرية في إطار إيضاحات مسبقة وصريحة لإعادة بناء الثقة المتضررة بشكل خطير على أسس واضحة ومتوقعة ومطابقة للقانون الدولي”.
وعلّق المبعوث الخاص، على تصريح رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، قائلاً: “هاته الأقوال صيغت بخفة محيرة، وهي تتوافق مع إرادة الإعفاء من المسؤولية الشخصية الجسيمة في تبني هذا التغيير المفاجئ في مسألة الصحراء الغربية الذي يشكل خروجاً عن الموقف التقليدي المتزن لإسبانيا”. ويشير بلاني بحديثه إلى مقارنة رئيس الوزراء الإسباني لموقف بلاده الجديد مع فرنسا والولايات المتحدة اللتين تدعمان مبادرة الحكم الذاتي المغربية. وهنا، قال الدبلوماسي الجزائري: “ومن خلال تبرئة نفسه (سانشيز)، بهذه الطريقة الصريحة، أشار ضمنياً إلى أن الموقف الجديد للحكومة الإسبانية بشأن مسألة الصحراء الغربية يتوافق مع قرارات مجلس أمن الأمم المتحدة، وأن ذات الموقف إنما يتوافق أيضاً مع موقف الدول الأخرى”. وبالتالي -يضيف بلاني- “يبدو أنه قد نسي أن إسبانيا تتحمل مسؤولية خاصة، أخلاقياً وقانونياً، بصفتها سلطة مديرة (وهو الوضع الذي تم التذكير به سنة 2014 من قبل أعلى هيئة قضائية في إسبانيا) وبصفتها عضواً في مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية لدى الأمين العام للأمم المتحدة”.
وأشار الدبلوماسي الجزائري إلى أن الإدارة الأمريكية تتحدث عن الحكم الذاتي باعتباره “مقاربة محتملة” بينما تشير فرنسا إلى أنه “قاعدة” وأن الحكومة الألمانية عبرت عن هذا الخيار من خلال اعتباره “قاعدة محتملة”. ومن ثم – يتابع بلاني: “نحن بعيدون عن التأكيد القطعي بشأن الحكم الذاتي الذي سيكون أخطر أساس واقعي وموثوق به، وهو ما يعادل الاعتراف غير المبرر بمغربية الصحراء الغربية، وهي إقليم لا يتمتع بالحكم الذاتي بحيث لم يحدد بعد وضعه نهائياً، وهو مؤهل لتقرير مصيره وفقاً للشرعية الدولية”.
في المقابل، تبدو إسبانيا متشبثة بموقفها وتحاول إيجاد بدائل ممكنة لتعويضها عن الاعتماد على الغاز الجزائري. وأوضحت صحيفة “أوكي دياريو” الإسبانية في هذا السياق، أن كميات الغاز الأمريكي المصدر إلى إسبانيا ارتفعت لتصل إلى 43 في المئة بينما كمية الغاز الجزائري المستورد من إسبانيا تمثل 30 في المئة. وأبرز تقرير الصحيفة أن الغاز الأمريكي رغم تكلفة نقله عبر المحيط الأطلسي، فإنه أقل سعراً في نهاية المطاف من نظيره الجزائري. وأوضح مصدر قريب من الملف للصحيفة أن الولايات المتحدة تنتج الغاز الصخري، وهو غاز تكلفة إنتاجه رخيصة جداً ما يسمح ببيعه بثمن أقل من الغاز المسال، ما يجعل استيراده أرخص. أما استيراد الغاز من الجزائر فيواجه، وفق التقرير، صعوبات خاصة بعد إغلاق الأنبوب المار على المغرب إضافة إلى نية الجزائر رفع السعر. وما يؤكد ذلك أن الجزائر تقوم حالياً بإعادة التفاوض حالياً مع الشركات الإسبانية مع وجود مؤشرات قوية تدل على ارتفاع متوقع في الأسعار. وتحسباً لذلك، قام بعض المسوقين الإسبان بإبرام عقود طويلة الأجل مع المنتجين الأمريكيين للحصول على الغاز.
وقبل أسابيع، ذكر الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك توفيق حكار، أنه لا يستبعد مراجعة أسعار الغاز مع الشريك الإسباني في ظل ارتفاع أسعار هذه المادة في السوق الدولية. وأوضح حكار في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن الجزائر قررت منذ بداية الأزمة في أوكرانيا التي أدت إلى انفجار أسعار الغاز والبترول الإبقاء على الأسعار التعاقدية الملائمة نسبياً مع جميع زبائنها. غير أنه لا يستبعد، حسبه، إجراء عملية مراجعة حساب للأسعار مع زبوننا الإسباني”.
ومن الواضح أن المواقف الدبلوماسية في الجزائر أصبحت المحرك الرئيسي لتجارة الغاز الطبيعي. ذلك ما عكسته المعاملة التفضيلية لإيطاليا التي تتوافق الجزائر معها بشكل كبير في القضايا الإقليمية، في مقابل استجابة بطيئة للطلبات الإسبانية منذ تدهور العلاقات بين البلدين.
وفي هذا الصدد، أكدت الجريدة الإسبانية “إيل موندو” الإسبانية في تقرير لها، أن إيطاليا ابتعدت بشكل كبير عن إسبانيا كأكبر شريك أوروبي للجزائر في مجال الغاز”، وأضافت أن “بهذا الاتفاق المهم والتحالف الطاقوي بين البلدين فإن الجزائر تتطلع إلى إيطاليا كحليف طاقوي أوروبي كبير”.
واستبعدت أن يحظى سانشيز في حال زار الجزائر بالقدر نفسه من الحفاوة التي استقبل بها دراغي بعد التغير المفاجئ في موقفه من مسألة الصحراء الغربية دون إبلاغ مورده الرئيسي للغاز، في خضم الأزمة الطاقوية الحالية.

الجزائر – «القدس العربي»: لا تبدو الانفراجة قريبة في أزمة الجزائر وإسبانيا، فقد ترك تحول موقف مدريد التاريخي من قضية الصحراء الغربية أثراً بالغاً في العلاقات بين البلدين، ما دفع الجزائر للتشبث بقرارها في سحب السفير والتأكيد على أنه ليس موقفاً وليد “غضب مؤقت”. في مقابل ذلك، تتجه إسبانيا لتعويض الغاز الجزائري بنظيره الأمريكي الأقل كلفة، في ظل تلويح الجزائر بزيادة الأسعار.
قال المبعوث الخاص المكلف بقضية الصحراء الغربية ودول المغرب العربي، عمار بلاني، إن عودة السفير الجزائري إلى مدريد مرهونة بشروط تعيد الثقة بين الجانبين. وأكد في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن “عودة السفير الجزائري إلى مدريد ستقرر سيادياً من قبل السلطات الجزائرية في إطار إيضاحات مسبقة وصريحة لإعادة بناء الثقة المتضررة بشكل خطير على أسس واضحة ومتوقعة ومطابقة للقانون الدولي”.
وعلّق المبعوث الخاص، على تصريح رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، قائلاً: “هاته الأقوال صيغت بخفة محيرة، وهي تتوافق مع إرادة الإعفاء من المسؤولية الشخصية الجسيمة في تبني هذا التغيير المفاجئ في مسألة الصحراء الغربية الذي يشكل خروجاً عن الموقف التقليدي المتزن لإسبانيا”. ويشير بلاني بحديثه إلى مقارنة رئيس الوزراء الإسباني لموقف بلاده الجديد مع فرنسا والولايات المتحدة اللتين تدعمان مبادرة الحكم الذاتي المغربية. وهنا، قال الدبلوماسي الجزائري: “ومن خلال تبرئة نفسه (سانشيز)، بهذه الطريقة الصريحة، أشار ضمنياً إلى أن الموقف الجديد للحكومة الإسبانية بشأن مسألة الصحراء الغربية يتوافق مع قرارات مجلس أمن الأمم المتحدة، وأن ذات الموقف إنما يتوافق أيضاً مع موقف الدول الأخرى”. وبالتالي -يضيف بلاني- “يبدو أنه قد نسي أن إسبانيا تتحمل مسؤولية خاصة، أخلاقياً وقانونياً، بصفتها سلطة مديرة (وهو الوضع الذي تم التذكير به سنة 2014 من قبل أعلى هيئة قضائية في إسبانيا) وبصفتها عضواً في مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية لدى الأمين العام للأمم المتحدة”.
وأشار الدبلوماسي الجزائري إلى أن الإدارة الأمريكية تتحدث عن الحكم الذاتي باعتباره “مقاربة محتملة” بينما تشير فرنسا إلى أنه “قاعدة” وأن الحكومة الألمانية عبرت عن هذا الخيار من خلال اعتباره “قاعدة محتملة”. ومن ثم – يتابع بلاني: “نحن بعيدون عن التأكيد القطعي بشأن الحكم الذاتي الذي سيكون أخطر أساس واقعي وموثوق به، وهو ما يعادل الاعتراف غير المبرر بمغربية الصحراء الغربية، وهي إقليم لا يتمتع بالحكم الذاتي بحيث لم يحدد بعد وضعه نهائياً، وهو مؤهل لتقرير مصيره وفقاً للشرعية الدولية”.
في المقابل، تبدو إسبانيا متشبثة بموقفها وتحاول إيجاد بدائل ممكنة لتعويضها عن الاعتماد على الغاز الجزائري. وأوضحت صحيفة “أوكي دياريو” الإسبانية في هذا السياق، أن كميات الغاز الأمريكي المصدر إلى إسبانيا ارتفعت لتصل إلى 43 في المئة بينما كمية الغاز الجزائري المستورد من إسبانيا تمثل 30 في المئة. وأبرز تقرير الصحيفة أن الغاز الأمريكي رغم تكلفة نقله عبر المحيط الأطلسي، فإنه أقل سعراً في نهاية المطاف من نظيره الجزائري. وأوضح مصدر قريب من الملف للصحيفة أن الولايات المتحدة تنتج الغاز الصخري، وهو غاز تكلفة إنتاجه رخيصة جداً ما يسمح ببيعه بثمن أقل من الغاز المسال، ما يجعل استيراده أرخص. أما استيراد الغاز من الجزائر فيواجه، وفق التقرير، صعوبات خاصة بعد إغلاق الأنبوب المار على المغرب إضافة إلى نية الجزائر رفع السعر. وما يؤكد ذلك أن الجزائر تقوم حالياً بإعادة التفاوض حالياً مع الشركات الإسبانية مع وجود مؤشرات قوية تدل على ارتفاع متوقع في الأسعار. وتحسباً لذلك، قام بعض المسوقين الإسبان بإبرام عقود طويلة الأجل مع المنتجين الأمريكيين للحصول على الغاز.
وقبل أسابيع، ذكر الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك توفيق حكار، أنه لا يستبعد مراجعة أسعار الغاز مع الشريك الإسباني في ظل ارتفاع أسعار هذه المادة في السوق الدولية. وأوضح حكار في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن الجزائر قررت منذ بداية الأزمة في أوكرانيا التي أدت إلى انفجار أسعار الغاز والبترول الإبقاء على الأسعار التعاقدية الملائمة نسبياً مع جميع زبائنها. غير أنه لا يستبعد، حسبه، إجراء عملية مراجعة حساب للأسعار مع زبوننا الإسباني”.
ومن الواضح أن المواقف الدبلوماسية في الجزائر أصبحت المحرك الرئيسي لتجارة الغاز الطبيعي. ذلك ما عكسته المعاملة التفضيلية لإيطاليا التي تتوافق الجزائر معها بشكل كبير في القضايا الإقليمية، في مقابل استجابة بطيئة للطلبات الإسبانية منذ تدهور العلاقات بين البلدين.
وفي هذا الصدد، أكدت الجريدة الإسبانية “إيل موندو” الإسبانية في تقرير لها، أن إيطاليا ابتعدت بشكل كبير عن إسبانيا كأكبر شريك أوروبي للجزائر في مجال الغاز”، وأضافت أن “بهذا الاتفاق المهم والتحالف الطاقوي بين البلدين فإن الجزائر تتطلع إلى إيطاليا كحليف طاقوي أوروبي كبير”.
واستبعدت أن يحظى سانشيز في حال زار الجزائر بالقدر نفسه من الحفاوة التي استقبل بها دراغي بعد التغير المفاجئ في موقفه من مسألة الصحراء الغربية دون إبلاغ مورده الرئيسي للغاز، في خضم الأزمة الطاقوية الحالية.

الجزائر – «القدس العربي»: لا تبدو الانفراجة قريبة في أزمة الجزائر وإسبانيا، فقد ترك تحول موقف مدريد التاريخي من قضية الصحراء الغربية أثراً بالغاً في العلاقات بين البلدين، ما دفع الجزائر للتشبث بقرارها في سحب السفير والتأكيد على أنه ليس موقفاً وليد “غضب مؤقت”. في مقابل ذلك، تتجه إسبانيا لتعويض الغاز الجزائري بنظيره الأمريكي الأقل كلفة، في ظل تلويح الجزائر بزيادة الأسعار.
قال المبعوث الخاص المكلف بقضية الصحراء الغربية ودول المغرب العربي، عمار بلاني، إن عودة السفير الجزائري إلى مدريد مرهونة بشروط تعيد الثقة بين الجانبين. وأكد في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن “عودة السفير الجزائري إلى مدريد ستقرر سيادياً من قبل السلطات الجزائرية في إطار إيضاحات مسبقة وصريحة لإعادة بناء الثقة المتضررة بشكل خطير على أسس واضحة ومتوقعة ومطابقة للقانون الدولي”.
وعلّق المبعوث الخاص، على تصريح رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، قائلاً: “هاته الأقوال صيغت بخفة محيرة، وهي تتوافق مع إرادة الإعفاء من المسؤولية الشخصية الجسيمة في تبني هذا التغيير المفاجئ في مسألة الصحراء الغربية الذي يشكل خروجاً عن الموقف التقليدي المتزن لإسبانيا”. ويشير بلاني بحديثه إلى مقارنة رئيس الوزراء الإسباني لموقف بلاده الجديد مع فرنسا والولايات المتحدة اللتين تدعمان مبادرة الحكم الذاتي المغربية. وهنا، قال الدبلوماسي الجزائري: “ومن خلال تبرئة نفسه (سانشيز)، بهذه الطريقة الصريحة، أشار ضمنياً إلى أن الموقف الجديد للحكومة الإسبانية بشأن مسألة الصحراء الغربية يتوافق مع قرارات مجلس أمن الأمم المتحدة، وأن ذات الموقف إنما يتوافق أيضاً مع موقف الدول الأخرى”. وبالتالي -يضيف بلاني- “يبدو أنه قد نسي أن إسبانيا تتحمل مسؤولية خاصة، أخلاقياً وقانونياً، بصفتها سلطة مديرة (وهو الوضع الذي تم التذكير به سنة 2014 من قبل أعلى هيئة قضائية في إسبانيا) وبصفتها عضواً في مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية لدى الأمين العام للأمم المتحدة”.
وأشار الدبلوماسي الجزائري إلى أن الإدارة الأمريكية تتحدث عن الحكم الذاتي باعتباره “مقاربة محتملة” بينما تشير فرنسا إلى أنه “قاعدة” وأن الحكومة الألمانية عبرت عن هذا الخيار من خلال اعتباره “قاعدة محتملة”. ومن ثم – يتابع بلاني: “نحن بعيدون عن التأكيد القطعي بشأن الحكم الذاتي الذي سيكون أخطر أساس واقعي وموثوق به، وهو ما يعادل الاعتراف غير المبرر بمغربية الصحراء الغربية، وهي إقليم لا يتمتع بالحكم الذاتي بحيث لم يحدد بعد وضعه نهائياً، وهو مؤهل لتقرير مصيره وفقاً للشرعية الدولية”.
في المقابل، تبدو إسبانيا متشبثة بموقفها وتحاول إيجاد بدائل ممكنة لتعويضها عن الاعتماد على الغاز الجزائري. وأوضحت صحيفة “أوكي دياريو” الإسبانية في هذا السياق، أن كميات الغاز الأمريكي المصدر إلى إسبانيا ارتفعت لتصل إلى 43 في المئة بينما كمية الغاز الجزائري المستورد من إسبانيا تمثل 30 في المئة. وأبرز تقرير الصحيفة أن الغاز الأمريكي رغم تكلفة نقله عبر المحيط الأطلسي، فإنه أقل سعراً في نهاية المطاف من نظيره الجزائري. وأوضح مصدر قريب من الملف للصحيفة أن الولايات المتحدة تنتج الغاز الصخري، وهو غاز تكلفة إنتاجه رخيصة جداً ما يسمح ببيعه بثمن أقل من الغاز المسال، ما يجعل استيراده أرخص. أما استيراد الغاز من الجزائر فيواجه، وفق التقرير، صعوبات خاصة بعد إغلاق الأنبوب المار على المغرب إضافة إلى نية الجزائر رفع السعر. وما يؤكد ذلك أن الجزائر تقوم حالياً بإعادة التفاوض حالياً مع الشركات الإسبانية مع وجود مؤشرات قوية تدل على ارتفاع متوقع في الأسعار. وتحسباً لذلك، قام بعض المسوقين الإسبان بإبرام عقود طويلة الأجل مع المنتجين الأمريكيين للحصول على الغاز.
وقبل أسابيع، ذكر الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك توفيق حكار، أنه لا يستبعد مراجعة أسعار الغاز مع الشريك الإسباني في ظل ارتفاع أسعار هذه المادة في السوق الدولية. وأوضح حكار في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن الجزائر قررت منذ بداية الأزمة في أوكرانيا التي أدت إلى انفجار أسعار الغاز والبترول الإبقاء على الأسعار التعاقدية الملائمة نسبياً مع جميع زبائنها. غير أنه لا يستبعد، حسبه، إجراء عملية مراجعة حساب للأسعار مع زبوننا الإسباني”.
ومن الواضح أن المواقف الدبلوماسية في الجزائر أصبحت المحرك الرئيسي لتجارة الغاز الطبيعي. ذلك ما عكسته المعاملة التفضيلية لإيطاليا التي تتوافق الجزائر معها بشكل كبير في القضايا الإقليمية، في مقابل استجابة بطيئة للطلبات الإسبانية منذ تدهور العلاقات بين البلدين.
وفي هذا الصدد، أكدت الجريدة الإسبانية “إيل موندو” الإسبانية في تقرير لها، أن إيطاليا ابتعدت بشكل كبير عن إسبانيا كأكبر شريك أوروبي للجزائر في مجال الغاز”، وأضافت أن “بهذا الاتفاق المهم والتحالف الطاقوي بين البلدين فإن الجزائر تتطلع إلى إيطاليا كحليف طاقوي أوروبي كبير”.
واستبعدت أن يحظى سانشيز في حال زار الجزائر بالقدر نفسه من الحفاوة التي استقبل بها دراغي بعد التغير المفاجئ في موقفه من مسألة الصحراء الغربية دون إبلاغ مورده الرئيسي للغاز، في خضم الأزمة الطاقوية الحالية

القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
جريدة نبض الوطن