
بعد مرور يومين: تعليقات وبيانات متأخرة حول الاشتباكات على الحدود الليبية التشادية
حيث كشفت مصادر محلية مطلعة قبل يومين عن اندلاع اشتباكات في تشاد بين عناصر مسلحة من ليبيا والجبهة الوطنية للعدالة وذلك في كوري بوغودي في منطقة 17 بين رجال رئيس أركان الجبهة الوطنية للعدالة الانتقالية واللواء الليبي 106، بمساعدة مجموعة مسلحة تتبع توروبورو السودانية.
وقالت مصادر مطلعة إن الاشتباكات التي تدور منذ أيام والتي توقفت الآن سببها نزاع على مناجم الذهب، مضيفة أن الاشتباكات بين قبائل ينقسم وجودها بين تشاد وليبيا ما تسبب في توسيع رقعة الصراع.
وكشف وزير الدفاع التشادي، الفريق داوود يحيى إبراهيم، الأحد، أن عدد القتلى في أحداث منطقة كوري بوغودي بلغ نحو 100 قتيل، وجرح 40 آخرون واعتقِل 20 شخصاً يتم التحقيق معهم. وقال وزير الدفاع التشادي، الإثنين، إن الاشتباكات جرت في 23 أيار/ مايو في كوري بوغودي بالقرب من الحدود الليبية واندلعت إثر مشادة تافهة بين شخصين ثم تطورت.
وتابع أن اشتباكات أعقبت ذلك بين عمال المناجم مخلفة نحو 100 قتيل و40 جريحاً على الأقل.
ومع تردي الأوضاع الأمنية بليبيا وخاصة في الحدود الجنوبية لها تشهد المنطقة دائماً مواجهات بين قبائل حول الذهب يعيش أبناؤها في تشاد وليبيا والسودان، وتقع كوري بوغودي في منطقة جبلية على جانبي الحدود بين تشاد وليبيا.
ولم تتحرك قوات حفتر لحل هذه المشكلة في وقتها رغم تساقط قتلى، حيث تحركت شكلياً لتأمين المدن بعد توقف الاشتباكات فقالت جريدة الوحدة التشادية إن عسكريين من اللواء 106، في بلدة مرزق أقصى الجنوب الليبي، شوهدوا في انتشار جديد لتأمين الحدود الليبية والبلدات النائية . ولم تعلق الجهات الرسمية في ليبيا وحتى رئيس المجلس الرئاسي محمد يونس المنفي عن هذه الأحداث حتى الإثنين، حيث عبر المنفي عن أسفه للأحداث المؤسفة التي وقعت شمالي تشاد في منطقة كوري بوغودي، متفقاً مع رئيس المجلس العسكري الانتقالي محمد إدريس ديبي إتنو على العمل على تأمين المناطق الحدودية وسكانها.
وتحدث المنفي على هامش القمة الاستثنائية الـ16 للاتحاد الإفريقي في مالابو عاصمة جمهورية غينيا الاستوائية على مقتل العشرات في اشتباكات في منطقة مواقع الذهب في بلدة كوري بوغودي في إقليم تبستي قرب الحدود التشادية الليبية بين مجموعات من المتمردين والجيش التشادي، فيما استضافت ليبيا عدداً من الضحايا لتلقي العلاج في مستشفيات الجنوب.
يذكر أن الرئاسة التشادية قالت في بيان لها مساء السبت، إن رئيس المجلس العسكري الانتقالي ديبي استقبل في مقر إقامته رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ما سمح للطرفين باستعراض علاقات التعاون الأمني والاقتصادي، وكذا روابط الصداقة القائمة بين البلدين وسبل تطويرها واتفق الرئيسان على ضرورة تضافر الجهود من أجل وضع حد لظاهرة انتشار السلاح في المناطق الحدودية والعمل على تأمين هذه المناطق وسكانها. وشدد المنفي وديبي على أن الوضع يحتم على قيادة البلدين تنسيق الرؤى والمواقف حيال القضايا محل الاهتمام المشترك خاصة نجاح المرحلة الانتقالية .
وفي وقت سابق كشف الناطق باسم حكومة الوحدة الوطنية، محمد حمودة، في تصريحات تلفزيونية عن التعامل مع النازحين والجرحى من خلال إسعافهم وإعادتهم إلى مناطقهم فور توقف الاشتباكات التي شهدتها المناطق الحدودية مع دولة تشاد يوم الأربعاء، نافياً أن تكون قد اندلعت داخل الأراضي الليبية. وقال رئيس المجلس العسكري الانتقالي في تشاد محمد إدريس ديبي إن جنوب ليبيا أصبح مساحة للفوضى ومرتعاً خصباً لـلجهاديين والعصابات الإجرامية نظراً لانتشار الأسلحة بكل أنواعها، وفق تعبيره. وفي كلمة لديبي ألقاها أمام القمة الاستثنائية الـ16 للاتحاد الإفريقي المنعقدة بمالابو في غينيا الاستوائية تطرق إلى خطورة الوضع الأمني السائد في منطقة الساحل بشكل عام وتشاد على وجه التحديد .
واعتبر إدريس ديبي أن الوضع الأمني المتوتر ناجم عن انتشار ظاهرة الإرهاب والاتجار غير المشروع بالأسلحة بجميع أشكالها والذخائر والمخدرات زاعماً أن زعزعة الاستقرار الشامل في منطقة الساحل وتهديد أمنها هو نتيجة مباشرة للأزمة الليبية.
فيما قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي إن الإرهاب زاد حجمه في القارة الإفريقية مع بدء الأزمة الليبية عام 2011.
وأوضح فقي في البيان الختامي للقمة الإفريقية الاستثانية أنّ الوضع في ليبيا فتح الطريق أمام وصول المرتزقة الأجانب إلى منطقة الساحل وتدفق المنظمات الإرهابية المهزومة في الشرق الأوسط، وفقاً لتعبيره.
وأشار فقي إلى أن الإرهاب منذ ذلك الحين وصل إلى أجزاء أخرى من القارة الإفريقية، بدءاً من ليبيا إلى موزمبيق ومالي وخليج غينيا في غرب إفريقيا والصومال والساحل وحوض بحيرة تشاد وشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، مشيراً إلى أنّ الجماعات الإرهابية تستمر في الازدياد.
«القدس العربي»