
جدتي الأندلسية….
الإمارات العربية المتحدة ،بشرى الغفوري ،<<نبض الوطن>>:
جدتي، تلك المرأة الأندلسية ذات ملامح شقراء وعينان زرقاوان لامعتان كالنجوم …
هي الاستقراطية… الشخصية القيادية، المتكبرة الجبارة، المغرورة ، المزاجية التي لا تعرف الانكسار والضعف أبدا….
هي المتسلطة والمستفزة… سريعة الغضب
لا تراعي مشاعر أحد كانت كل زيجاتها من شيوخ القبائل بما كان يعرف انذاك..(بالقياد)وهذا ما جعلها قوية. أو قد يكون خلل في تربيتها…لأنها كانت الطفلة المدللة . .. فزاد تضخم الأنا عندها…
خصوصا أنها تسكن القصور و محاطة بخدم…
مما جعلها لا تبالي ولا تعترف بمن حولها، وتستخف بمشاعرهم بالتنكيل و التجريح.
متكبرة لا تعرف معنى التواضع…وكلما رأت نظرات الإعجاب ممن حولها زاد لديها شعور التكبر…
السعادة لا تعرف معناها.. دائمة التكشيرة ومقطبة الجبين .لم أراها يوما تبتسم لجدي المسكين الذي اذاقته الويلات ومرارة السنين
كان كالحمل الوديع أمام تسلطها وحبروتها ..لم يكن يجادلها أو يعارضها …
النقاش مرفوض من الأصل لأنها كعادتها متمسكة برأيها حتى لو كان خطأ
لم تراعي كرامته أو هيبته أمام الناس.،رغم ان الكل يعرف انها على خطأ
ورغم ذلك كان يحبها حبا جما …
والاغرب من هذا لم تحس يوما بالندم…!!!!
كان جدي رجل بسيط ميسور الحال يتسم بالصبر والحكمة والرزانة …
لم تكن راضية على حياتها التي تغيرت تماما …الا انها ظلت بنفس الكبرياء والجبروت وعدم الإنكسار
هي المتحكمة والمسيطرة على كل أولادها وأحفادها. قساوتها شملت حتى من تحبهم…
في سنوات عمرها الاخيرة فقدت بصرها المسكينة ورغم ذلك عجرفتها وعنادها منعها ان تعترف وترفض، مساعدة أقرب الناس إليها… لم أرى في حياتي شخصية محيرة…متميزة …مختلفة كجدتي.