أخبار ايطاليا

جورجيا ميلونى، زعيمة حزب أخوة إيطاليا اليمينى المتطرف

جورجيا ميلوني، زعيمة حزب “أخوّة إيطاليا” اليميني المتطرف والمرشحة الأبرز لاعتلاء كرسي رئاسة الوزراء، تتبنى صرة من المفاهيم والبرامج التي تدعو في أجزاء منها إلى فرض حصار بحري لمنع المهاجرين من الوصول إلى إيطاليا.

مع سقوط حكومة الوحدة الوطنية التي كان يرأسها رئيس الوزراء السابق ماريو دراغي، اختلطت أوراق الأحزاب السياسية الإيطالية الرئيسية، التي بدت وكأن قرار الاستقالة جاءها على حين غرة، وبدت غير جاهزة لانتخابات مبكرة. معظمها ما عدا حزب “أخوّة إيطاليا” اليميني الذي تقوده السياسية الإيطالية جورجيا ميلوني.

زلزال استقالة الحكومة انعكس إيجابا على هذا الحزب تحديدا، الذي رأى فيها فرصة إضافية لتحقيق مكاسب إضافية وشق طريقه نحو الانتخابات المقبلة لإيصال رئيسته لرئاسة الحكومة. هذا التفاؤل دعمته سلسلة من استطلاعات الرأي أجرتها عدة مؤسسات متخصصة، رأت أن “أخوّة إيطاليا”، ورئيسته تحديدا جورجيا ميلوني، لديه فرصة كبيرة للفوز في الانتخابات المزمع إجراؤها الشهر المقبل.

ولمن لا يعرف “أخوّة إيطاليا”، هو حاليا الحزب السياسي الأبرز على الساحة الإيطالية، والوحيد المستمر منذ حقبة الفاشية (يتبنى سياسات وآراء توصف بانتمائها للفاشية الجديدة) وما لحقها من تبدلات على خطابات وسياسات الأحزاب التي كانت تدين ببرامجها للأيديولوجيا العنصرية (الفاشية).

رئيسة الحزب كانت محور اهتمام الصحافة والمتابعين للشأن الإيطالي على مدار السنوات القليلة الماضية، مع صعودها الصاروخي لسدة رئاسة الحزب وتصدرها للمشهد السياسي “اليميني المتطرف” في البلاد.

تناوبت على عدد من المواقع داخل الحركة المحافظة إلى أن تم انتخابها في مجلس مقاطعة روما.

في عام 2006، وعن 29 عاما، أصبحت ميلوني  أصغر نائب رئيس لمجلس النواب الإيطالي على الإطلاق. بعد ذلك بعامين، عيّنت وزيرة للشباب في حكومة سيلفيو برليسكوني.

في الـ32 من عمرها، اندمج حزب برليسكوني مع مجموعة يمين الوسط “فورزا إيطاليا” وتم إنشاء مجموعة جديدة باسم “شعب الحرية”، أصبحت ميلوني رئيسة قسم الشباب فيها.

بحلول تشرين الثاني/نوفمبر 2012، أعلنت عن نيتها ترؤس “شعب الحرية”، الأمر الذي حصل في آذار/مارس 2014. وعلى مدى السنوات اللاحقة، تبنت مواقف متشددة للغاية من مجتمع الميم والزواج من نفس الجنس والهجرة، ورفعت شعار “الله، الوطن، العائلة” الماثل في أذهان كثيرين ممن عايشوا الحرب العالمية الثانية وتبعاتها.

الحملة الانتخابية 2022

منذ الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة في أعقاب سقوط حكومة دراغي الشهر الماضي، تصدرت ميلوني عناوين الصحف بملاحظاتها المثيرة للجدل.

في حزيران/يونيو الماضي، وخلال مشاركتها في لقاء لحزب “فوكس” اليميني في ماربيا الساحلية الإسبانية، ألقت خطابا حماسيا حذرت فيه من مخاطر الهجرة والمثلية الجنسية، “نعم للعائلة الطبيعية، لا لتجمعات LGBT، نعم للهوية الجنسية، لا للأيديولوجية الجندرية، نعم لثقافة الحياة، لا لثقافة الموت…”.

لاحقا، بدأت حملة على مواقع التواصل التابعة لها للترويج لسياساتها الداخلية والأوروبية، حيث نشرت قبل نحو أسبوعين رسائل فيديو باللغات الإنكليزية والفرنسية والإسبانية تقول إن حزبها لن يهدد الاستقرار المالي لإيطاليا وإنهم سيلتزمون بتحالفات روما التقليدية، “إيطاليا بحاجة إلى حكومة موحدة وواضحة… تعزز الاستثمارات والنمو في بلدنا”. وفي إطار دفع الشبهات السلطوية عن حزبها قالت “نحن نعارض بشدة أي انحراف مناهض للديمقراطية بكلمات حازمة لا نجدها بشكل دائم في اليسار الإيطالي والأوروبي”.

القيم المسيحية وتجنب الصدام مع البابا.. الهجرة تأتي في المرتبة الثانية

في الانتخابات العامة السابقة التي جرت في 2018، حصل “أخوّة إيطاليا” على 4% فقط من الأصوات، وشاركوا في ائتلاف محافظ مع حزب ماتيو سالفيني، الذي كان يملك قاعدة شعبية أكبر، و”فورزا إيطاليا” الأكثر اعتدالًا بزعامة سيلفيو برليسكوني.

اليوم، ومع اختلاف عدد من العناصر والعوامل الفاعلة  على المشهد السياسي الإيطالي، تشير استطلاعات الرأي إلى أن لدى نفس تحالف “الأخوّة – الرابطة – فورزا إيطاليا” فرصة جيدة للحصول على عدد كاف من الأصوات لتشكيل حكومة يمينية، لكن هذه المرة لم تعد ميلوني شريكة صغيرة الحجم والتمثيل، بل باتت زعيمة التحالف.

بواسطة نجيم عبد الإله

المصدر DW

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
جريدة نبض الوطن