
حشود إسرائيلية استعدادا لهجوم محتمل على غزة… وقوات الاحتلال تقتحم الأقصى مجددا وتستهدف المصلّين
غزة – القدس : اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى فجر أمس الجمعة وهاجمت المصلين والمرابطين، ما أدى الى وقوع عشرات الإصابات. وبينما حشد الجيش الإسرائيلي قواته على حدود غزة لاحتمال شنّ عملية عسكرية ضد القطاع طالبت الرئاسة الفلسطينية بتدخل أمريكي عاجل لوضع حد نهائي للتصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
واندلعت المواجهات عندما اقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال باحات المسجد الأقصى، واعتلى عدد من القناصة الأسطح الملاصقة للمسجد، وبدأوا بإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط تجاه المصلين والمعتكفين في الجمعة الثالثة من رمضان. واستخدمت قوات الاحتلال الطائرات المسيّرة لإلقاء قنابل الغاز على المصلين، فيما رد الشبّان الفلسطينيون بالحجارة نحو القوات المهاجمة.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمها تعاملت مع 57 إصابة، بينها إصابات في حالة الخطر، مشيرة إلى نقل 14 مصابا إلى المستشفى بينما عولجت بقية الإصابات ميدانياً.
وتوافد آلاف المصلين منذ الفجر إلى المسجد الأقصى من مختلف المناطق الفلسطينية رغم حواجز الجيش الإسرائيلي وممارساته العدوانية وفرضه إجراءات تفتيش معقدة بهدف إطالة الفترة الزمنية وإعاقة الوصول إلى المسجد الأقصى.
وشهدت شوارع القدس اختناقات بسبب الأعداد الغفيرة من الوافدين. وأفادت مصادر بأن قوات الاحتلال اعتقلت نحو 50 فلسطينياً قرب حاجز قلنديا كانوا في طريقهم إلى الأقصى.
وكانت الشرطة الإسرائيلية نشرت الآلاف من عناصرها في مدينة القدس، وتركزت قواتها عند مداخل البلدة القديمة التي تضم المسجد ومحيطها وأزقتها. ومنعت الفلسطينيين الذكور دون سن الـ 50 عاما من سكان الضفة الغربية وجميع سكان غزة من الوصول إلى المسجد.
ورغم ذلك فقد تمكن نحو مئة وخمسين ألفا من أداء صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى.
وتضامنا مع المصلين والمرابطين انطلقت في العاصمة الأردنية عمّان أمس مسيرة شاركت فيها جموع حاشدة، تقدمها عدد من الشخصيات الوطنية والحزبية والنقابية.
ورفع المشاركون شعارات تطالب الحكومة الأردنية بقطع كل أشكال العلاقة مع الاحتلال، وإلغاء الاتفاقيات الموقعة معه. وأعربوا عن استنكارهم للتطبيع العربي الرسمي مع الاحتلال، ودعمه المباشر في استهداف أبناء الشعب الفلسطيني، خصوصاً المرابطين في المسجد الأقصى المبارك، داعين إلى موقف شعبي عربي وإسلامي إزاء هذه الانتهاكات.
في هذه الأثناء أصدر رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي تعليمات إلى القيادة الجنوبية بالاستعداد لأي تصعيد محتمل على الحدود مع القطاع، وربما شن عملية عسكرية ضده في حال استمرار إطلاق الصواريخ تجاه البلدات والمستوطنات المحاذية، أو أي عمليات أخرى ضد أهداف إسرائيلية فيما تعرف بمنطقة “غلاف غزة”.
وأكدت حركة حماس على تعزيز درجة التأهب والاستنفار لمواجهة أي تصعيد إسرائيلي، فيما دعت
في بيان “جماهير الشعب الفلسطيني إلى هبّة عارمة دفاعاً عن المسجد الأقصى ونصرة للمرابطين الذين تعرضوا لعنف الاحتلال الإسرائيلي وبطشه”، وطالبت بشد الرحال والاعتكاف في المسجد خلال الأيام العشرة الأواخر من رمضان.
وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الرئيس الأمريكي جون بايدن بالتدخل العاجل من أجل الوقف الفوري للانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
وحمّل عباس، خلال لقائه وفدا أمريكيا في رام الله، مساء أمس، الاحتلال مسؤولية التصعيد، وحذر من أن استمراره سيجبر القيادة الفلسطينية على تطبيق قرارات المجلس المركزي الرامية إلى سحب الاعتراف بإسرائيل ووقف جميع أشكال التنسيق معها.
«القدس العربي» ووكالات