سياسة

ذكرى اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء .. دعم الحكم الذاتي وغياب قنصلية الداخلة

حلت، يوم أمس الأحد، الذكرى الثالثة للاعتراف التاريخي الأمريكي بمغربية الصحراء، من خلال تغريدة الرئيس السابق دونالد ترامب؛ وهي الذكرى التي تعيد إلقاء الضوء على مسار وآفاق هذا الاعتراف في ظل الإدارة الحالية والمقبلة.

وعلى بعد وقت ليس بالبعيد على موعد الانتخابات الأمريكية لسنة 2024، كانت إدارة بايدن محافظة بشكل “حذر’ على هذا القرار الأمريكي التاريخي، ولم تصدر في شأنه أي تعديل يذكر؛ لكن الخطوات التي كانت متوقعة بعده “لم تتم”، على غرار فتح قنصلية أمريكية في الداخلة.

وحرصت إدارة بايدن على التوفيق في العلاقات بين المغرب والجزائر، مع تقوية الارتباط مع الرباط خاصة على المستويين العسكري والدبلوماسي. أما المستوى الاقتصادي كان لافتا تناميه مع الطرف الجزائري منذ تزايد سمعة الغاز، بعد اندلاع الحرب الأوكرانية.

في سياق ذلك، تعاملت “واشنطن بايدن” بنهج “حذر” في مسألة الاعتراف بمغربية الصحراء، إذ حرصت على دعم مقترح الحكم الذاتي ودعم جهود الأمم المتحدة في الملف من أجل التوصل إلى حل سياسي مقبول من الطرفين؛ فيما كانت لها إشارة وحيدة إلى عدم رغبتها في تعديل قرار ترامب على لسان نيد برايس، الناطق باسم الخارجية الأمريكية، في صيف 2021.

وعلى العموم، كانت إدارة بايدن، وفق مراقبين، “حريصة على بقاء هذا الاعتراف، على الرغم من الضغوط التي مارستها الجزائر منذ تغريدة ترامب، ونجحت في التوفيق بين شريكيها في شمال إفريقيا، والتشديد على دعم مبادرة الحكم الذاتي كأساس واقعي وجاد لحل النزاع”.

ومع تراجع صوت الديمقراطيين خاصة بعد حرب أوكرانيا وغزة، تبدو الإدارة الأمريكية المقبلة بثوب الجمهوريين، وفي ظل هذا التوقع يطرح التساؤل حول مصير الخطوات الأمريكية المقبلة بعد اعتراف ترامب.

الاعتراف سيادي وليس وفق أهواء الإدارات

للإجابة عن السؤال، بين عبد الحميد بنخطاب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن “جميع الدول ذات السيادة حينما تتخذ قرارات أو مواقف، فهي تأخذ مسافة زمنية لكي تنفذه على أرض الواقع”.

وأضاف بنخطاب لهسبريس أن “المسافة الزمنية بين إعلان الاعتراف الأمريكي وتنفيذه قد تطول أو تقصر حسب ما تعتبره واشنطن بـ”التطورات الميدانية” على أرض الواقع”.

في هذا الشق، فسر المتحدث ذاته أنه “لا يمكن الحديث عن أن أمريكا عند اعترافها بمغربية الصحراء ستفعل ذلك بشكل سريع ومباشر؛ بل وفق مراحل ترتبط بالحيز الزمني”، مشيرا إلى أن “هذا الأمر عادي جدا في المواقف الدبلوماسية عبر العالم”.

القرار الأمريكي “ملزم”، حسب بنخطاب، الذي قال: “على مستوى السياسات والقرارات الخارجية الأمريكية، تبقى مستقرة ولا تتغير بشكل سريع مع تغير الأطقم الإدارية والرؤساء”.

“مسار الاتفاق هو سيادي بشكل خالص، وليس وفق أهواء إدارة ترامب؛ ما يعني أن هذا الموقف ثابت”، تابع المحلل السياسي ذاته تفسير مسار تطبيق الاعتراف الأمريكي، مستدركا بالقول: “التطورات القوية في العلاقات بين المغرب وأمريكا من شأنها أن تعجل بتطبيق هذا القرار على أرض الواقع، خصوصا توجه الرباط لإقرار شراكة أطلسية قوية تجمع البعد الأمريكي والإفريقي”.

موقف ثابت

ثبات الموقف هو رأي مماثل لدى لحسن أقرطيط، خبير في العلاقات الدول، إذ قال إن “الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء مترسخ منذ 2020 في مواقف الولايات المتحدة الأمريكية تجاه ملف الصحراء المغربية”.

وأورد أقرطيط، في حديث لهسبريس، أن “الموقف الأمريكي يتجاوز مسألة الاعتراف بمغربية الصحراء، ويصل إلى دور مركزي وحاسم باعتبارها صاحبة القلم في صياغة قرارات مجلس الأمن لصالح الموقف المغربي”.

لا وجود لأي تغير في الموقف، وفق المتحدث الذي أوضح أن “جل نخب المسؤولين في السياسة الأمريكية يواصلون زيارة المغرب، ويؤكدون موقفهم الداعم للرباط”.

الإشارة الأهم والحاسمة، حسب أقرطيط دائما، هي تشديد نيد برايس الناطق الرسمي باسم الخارجية الأمريكية، في سنة 2021، على أن “الموقف الأمريكي المعلن لسنة 2020 لم يتغير”.

المصدر :هسبريس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
جريدة نبض الوطن