روسيا ترفع من إيقاع استهداف الجيش الأوكراني وتستعمل لأول مرة في تاريخ الحروب صواريخ فرط صوتية
سجلت الحرب الروسية- الأوكرانية تطورا خطيرا للغاية في تاريخ الحروب، بعدما لجأت موسكو إلى استعمال السلاح الفرط صوتي، وهي صواريخ ذات سرعة فائقة وقوة تدميرية هائلة ولا يمكن اعتراضها. ويأتي هذا التحول بعد عدم استجابة الجيش الأوكراني لمطالب موسكو بالسيطرة على الحكم في كييف والتفاوض.
واعتمدت روسيا في بدء الحرب يوم 24 فبراير الماضي على صواريخ من نوع إكسندر لتدمير البنية العسكرية للجيش الأوكراني وخاصة الصواريخ الباليستية التي يتوفر عليها، وكذلك الطائرات من نوع سوخوي 27، وهذا ساعد القوات الروسية على التقدم في الأراضي الأوكرانية ومحاصرة معظم المدن ومنها العاصمة كييف.
ولكن منذ يومين، بدأت روسيا تعلن عن استعمال صواريخ فرط صوتية من نوع كينغال. في هذا الصدد، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف السبت من الأسبوع الجاري استعمال الجيش الروسي لأول مرة الصاروخ كينغال لضرب منشآت تابعة للقوات الأوكرانية ومنها قاعدة لتخزين الوقود بالقرب من قرية كونستانتينوفكا في منطقة ميكولايف، وكذلك الذخيرة الحربية. وجرى توجيه الصاروخ من سفينة حربية في مياه البحر الأسود.
كما جرى استخدام صاروخ فرط صوتي ضد الذخيرة العسكرية بالقرب من إيفانو-فرانكيفسك بالقرب من الحدود البولونية، وتشير المعطيات أنه جرى استعمال “طائرة ميغ 31 ك” لضرب هذا الهدف بالقرب من حدود منظمة شمال الحلف الأطلسي.
وتعد روسيا رائدة في صنع الصواريخ هذا النوع من الصواريخ، مثل كينغال أو سيركون، التي دخلت الخدمة ابتداء من 2017، حيث حققت تقدما كبيرا على الولايات المتحدة التي تعثرت أبحاثها في هذا النوع من الأسلحة، بل إن هذه الأخيرة لم تصل إلى مستوى الصين في صنع هذه الصواريخ. وتطلق تسمية صاروخ فرط صوتي على الصواريخ التي تتجاوز سرعتها الصوت خمس مرات أي أكثر من ستة آلاف كلم في الساعة، ولا توجد أنظمة دفاع صاروخي متطورة يمكن اعتراضها الآن.
في الوقت ذاته، تؤكد وزارة الدفاع الروسية إطلاق صواريخ من طراز “كاليبر”، من السفن الروسية الواقعة في البحر الأسود، ضد مصنع “نيجين” لصيانة المعدات العسكرية في ضواحي كييف. ويؤشر استعمال هذه الصواريخ على تطور ملفت في الحرب الحالية، ويعود هذا إلى سببين رئيسيين، في المقام الأول، ترغب روسيا بالقضاء على الذخيرة التي تستعملها القوات الأوكرانية لمنع أي مقاومة عسكرية، وبالتالي تسهيل التفاوض؛ لأن أوكرانيا ستدرك أنها مقبلة على التعرض لدمار كبير بعدما فقدت السلاح.
وفي المقام الثاني، يبدو أن روسيا الآن تريد توجيه ضربات قوية للجيش الأوكراني. فقد كان الرئيس فلاديمير بوتين قد طلب في اليوم الرابع للحرب من قيادة الجيش الأوكراني تولي السلطة مؤقتا بدل فلاديمير زيلينسكي، والتوصل إلى اتفاق مع موسكو. لكن يبدو أن القيادة الأوكرانية لم تستجب، وبالتالي يأتي هذا التطور باستهداف الجيش الأوكراني بضربات موجعة وخطيرة لخلق وضع جديد.
القدس العربي