صحافة

شركة بريطانية لعرض الأفلام السينمائية تلغي عروض فيلم حول ابنة الرسول عليه الصلات و السلام بعد احتجاجات

لندن : ألغت شركة بريطانية لعرض وتوزيع الأفلام، جميع العروض المقررة لفيلم مثير للجدل، بعد احتجاجات من الجالية المسلمة في المملكة المتحدة، رفضاً لتجسيد النبي محمد والصحابة والخلفاء.
وألغت دار “سيني وورلد” جميع عروض فيلم “سيدة الجنة” في أعقاب تصاعد الاحتجاجات ضده في عدد من المدن البريطانية.
وقال متحدث باسم “سيني وورلد” في بيان: “نظرا للأحداث الأخيرة المتعلقة بعروض فيلم “سيدة الجنة” (في إشارة للاحتجاجات)، اتخذنا قرارا بإلغاء العروض المقبلة للفيلم في جميع أنحاء البلاد لضمان سلامة موظفينا وعملائنا” .
وكان آلاف المسلمين البريطانيين تظاهروا سلمياً، الأسبوع الماضي، خارج دور عرض “سيني وورلد” مطالبين بإلغاء الفيلم.
ووصف مجلس مساجد بولتون الفيلم بأنه “مسيء للدين، وطائفي”.
وكتب رئيس المجلس، آصف باتيل، في رسالة إلى “سيني وورلد” نقلتها صحيفة “بولتون نيوز”، يقول إن “الفيلم يحمل أيديولوجيا طائفية، ويشوه الوقائع التاريخية، كما يسيء إلى الشخصيات الموقرة في التاريخ الإسلامي” .
ووقع أكثر من 120 ألف شخص على عريضة تطالب بسحب الفيلم من جميع دور السينما في جميع أنحاء البلاد. غير أن دور “سيني وورلد” هي المؤسسة السينمائية الوحيدة في المملكة المتحدة التي أوقفت عروض الفيلم، حيث ستواصل دار سينما “فيو” عرض الفيلم في العاصمة لندن والمنطقة الجنوبية الشرقية.
وقالت مجموعة “فيو” في بيان إن قراراها ناتج عن إيمانها بضرورة عرض الأفلام التي تهم المجتمعات المتنوعة في جميع أنحاء المملكة المتحدة”، لافتة إلى حصول فيلم “سيدة الجنة” على اعتماد المجلس البريطاني المستقل لتصنيف الأفلام.
واعتبرت عضو مجلس اللوردات، البارونة كلير فوكس، أن قرار “سيني وورلد”: “إهانة (…) وكارثة بالنسبة للفن، وخطير بالنسبة لحرية التعبير. هذا درس للذين يرون أن تسييس الهوية ليس تهديدا للديمقراطية”.
كما قال وزير الصحة، ساجد جاويد، في حوار مع قناة “توك تي في”: “أنا قلق جداً بخصوص ثقافة الإلغاء في هذا البلد. هناك من يعتقدون أنه من حقهم ألا يتعرضوا للإساءة، ولكن ليس هناك من له هذا الحق”. وأضاف: “قد لا تحب ما يريد أحد أن يقوله، ولكن من حقه أن يفعل”. وأشار إلى أنه لا توجد قوانين عن الإساءة للدين في بريطانيا، وأنه “وضع مثل هذه القوانين سيكون أمرا خطيرا”. وقال: “ما عندنا في هذا البلد هو حرية التعبير، وهذه من القيم الأساسية”.
ورحب المنتج التنفيذي للفيلم، مالك شلبياك، في تصريح لصحيفة “الغارديان”، بتعبير الناس عن آرائهم، معتبراً أنه “من واجب السينما أن تدافع عن حقها في عرض الأفلام التي يريد الناس مشاهدتها”. وأضاف: “أعتقد أن السينما رضخت للضغوط، واتخذت هذا القرار من أجل التخلص من الضجيج”.
وأثار فيلم “سيدة الجنة” غضبا بين المسلمين في جميع أنحاء المملكة المتحدة، لتصويره النبي محمد، وهو أمر محظور في الإسلام، إضافة إلى تجسيد الصحابة والخلفاء. ولكن الموقع الإلكتروني للفيلم ردّ بأنه لا أحد مثل أي شخصية مقدسة، بل تم ذلك باستعمال “أضواء ومؤثرات بصرية”.
واتهم رجل الدين الشيعي ياسر الحبيب، منتج الفيلم بمقارنة شخصيات إسلامية مرموقة بعناصر في تنظيم “الدولة الإسلامية” والتسبب في انقسامات طائفية بين المسلمين.
ويزعم الفيلم، الذي بدأ عرضه في بريطانيا يوم 3 يونيو/ حزيران، أنه يروي قصة السيدة فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد.
ووصف المجلس الإسلامي في بريطانيا، وهو يوصف بأنه أكبر هيئة إسلامية في البلاد، الفيلم بأنه “مثير للشقاق”.
وجاء في بيان أصدره المجلس الأحد أنه “يدعم العلماء والقادة الذين يدعون إلى الوحدة الأكبر وإلى المصلحة العامة
وقال البيان: “بعض الناس، بينهم من يدعمون الفيلم، ومن يردون عليهم بطائفية، هدفهم الأساسي هو تأجيج الكراهية”.

وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: