مقالات
ضريبة النجاح مواجهة أعداء النجاح
ذ. أحمد براو،<<نبض الوطن>>:
إذا اهتممنا أكثر بأهدافنا وجعلناها أكثر وضوحا، وفهمنا أن الغرض هو النجاح رغم غموض الوجوه والألقاب والوسائل طبعا إذا كان المقصد واحدا، وإذا اجتهدنا على التقليل من اختلافاتنا و إبراز هوياتنا وأسماءنا، وعمِلنا على تمتين وحدتنا بترسيخها، وتوثيق رابطتنا بتعزيزها فسنصل إلى تحقيق أهدافنا رغم إدراكنا أننا كلما اتفقنا على شيء سنجد أعداء النجاح ممن يسعون لتفريقنا ببث نعرات شخصانية ومشاربها، وأسافين أنانية وعصبياتها، لِعلمِهم أنه في اجتماعنا ووحدتنا فشلهم في مبتغاهم ونجاحنا، ولإدراكهم أنه في تفرقتنا وتشرذمنا نجاحهم في مهمتهم وسقوطنا، لأن النجاح غالبا ما ستجد له أعداء، حسدا من عند أنفسهم، كما يعِزّ من يسلك طريق النجاح في بدايته لأن على حافتيه أشواك وفي سبيله جهود لا يستطيعها إلا المخلصون ويتربص بها الفاشلون حتى إذا بلغت منتهاها قالوا ألم نكن معكم؟
لكل ناجح أعداء، مقولة حقيقية ودامغة، قد يزداد الأعداء عددا كلما كثرت النجاحات، صفاتهم الحسد والحقد والجهل؛ أمراض قلبية تمكنت منهم وانتشرت عبر أعضائهم فأصبحت فايروسات مدمرة تنتج موت الضمير، وانعدام المروءة، وعقدة البغض والكراهية، وانعدام الثقة بالنفس، إلى درجة سرقة النجاح من الغير أو الوقوف في طريقه حبا للشهرة والغرور، كما يتمرّن أعداء النجاح بفضل الممارسات السلبية على حياكة الفتن ونسج خيوط المؤامرات، ودس المكائد، وتصيّد الأخطاء، وقول الزور، حتى يقفون أمام كل محاولة للنجاح ووأد أي باعث للإبداع.
أعداءنا نعرفهم بسيماهم العديدة: نعرفهم في لحن القول، يتظاهرون بالإصلاح ويسلكون مسلك الإستعطاف، ويدققون من أجل التميّز، يبحثون عن لا شيء وأي شيء، ويزرعون حالات الشك والتوتر وهناك سِمات أخرى لهم كالسيطرة وحب التملك والتحكم واستقطاب كل من يحيط بهم من أجل تحقيق مصالحهم، يستشيطون غضبا عند فقدانهم السيطرة بفقدهم التحكم حتى في أنفسهم.
“إذا جاءتك الضربة من الخلف فاعلم أنك في المقدمة” واعلم أن ما يؤلم الأعداء هو طول النفس والإستمرارية وعدم الإلتفات، فما من ناجح إلا وراءه أعداء كثيرون، هدفهم هو أن يستدرجون الناجح إلى المهاترات والإستفسارات ويدفعون إلى إقحامه في النقاشات العقيمة التي لا فائدة منها، أقصى ما يرجون هو إشغال الناجح بأمور هامشية هو في غنىً عنها، وإهدار طاقته التي يجب عليه أن يدّخرها لمواصلة أعماله وإبداعاته وطموحاته. إنهم يخافون خوفا كبيرا جدا من حضور أي انسان يتمتع بمواهب وطاقات وإمكانيات وإبداعات، ولا يطيقون رؤية أي شخص موهوب محبوب وصادق. هذه النوعية يكون اسلوبهم التحطيم والطعن والاتهام بالباطل للنيل ممن هو أكثر منهم نجاحا وتفوقا لايقافه عن تحقيق طموحاته والتقليل من شأنه.
إذا شعرت بأنه ليس لك أعداء من الفشلة المتقوقعين في التفاهة والتخلف والسفاسف، عديمي المروءة والضمائر، الذين يستمتعون بالحفر والظلام، وينهجون طرق الإلتواء والعرقلة، فاعلم أنك لست إنسانا ناجا، فلا تقلل من بغض الناس لك ولا من حب آخرين، ثم لا تبالغ في هالاتِهما، هنا تتجلى حقيقة الإخلاص إذا استوى عندك الذم والمدح، فأنت لست مجبرا على تصديق مبغضيك، ولا بحاجة لود محبيك، من أجل تحقيق النجاح كل ما عليك أن تقتنع بقدراتك وتحب ذاتك للوصول لمبتغاك.. كن شجاعا عادلا واقعيا، فالنجاح يأتي بعد أن تبذل أقصى الطاقات وأضنى المجهودات، وتعقد النية والعزيمة وتسعى من أجل الوصول، دون أن تحد مشاكل الحياة وصعوبتها من تحقيق أحلامك، ولا يفتّ أعداء النجاح من عزائمك أو يحبطون همتك.
*كاتب صحفي مقيم بإيطاليا