
قمة مصرية – جزائرية بين الزمالك وشباب بلوزداد في أبطال أفريقي
الترجي والرجاء يخططان لانطلاقة قوية.
تنطلق النسخة الـ27 من مسابقة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم بشكلها الحديث والـ59 منذ إطلاقها، على وقع قمة مصرية – جزائرية قوية بين الزمالك وضيفه شباب بلوزداد الجمعة في القاهرة، في غياب الوداد البيضاوي المغربي حامل اللقب ووصيفه الأهلي المصري بسبب مشاركتهما في مونديال الأندية في المملكة المغربية.
القاهرة (مصر) – يحل شباب بلوزداد بطل الجزائر في المواسم الثلاثة الأخيرة والساعي إلى لقب قاري أول في تاريخه، ضيفا ثقيلا على الزمالك بطل الدوري المصري في الموسمين الماضيين على ملعب القاهرة الدولي ضمن منافسات المجموعة “الحديدية” الرابعة التي تضم أيضا الترجي التونسي والمريخ السوداني.
ويعاني الفريقان هذا الموسم وبنسب متفاوتة، فالزمالك يمر بمرحلة انعدام توازن إثر نتائج متواضعة في الآونة الأخيرة ضمن الدوري المحلي إذ حقق فوزا يتيما في مبارياته السبع الأخيرة، وآخرها خسارة مذلة أمام فاركو بثلاثية نظيفة الاثنين الماضي في المرحلة السابعة عشرة، ما أدى إلى تراجعه في الترتيب إلى المركز الرابع. ويتطلع فريق “القلعة البيضاء” إلى لقبه السادس قاريا والأول منذ 2002، ولاسيما أن مسابقة دوري الأبطال ستتحول إلى أولوية للفريق بعد توسع الفارق مع خصمه التقليدي الأهلي متصدر الدوري وبالتالي تقلص حظوظه في الاحتفاظ باللقب.
ويعاني فريق المدرب البرتغالي جوزفالدو فيريرا من ابتعاد العديد من لاعبيه عن مستواهم الحقيقي، فضلا عن رحيل عدد آخر من النجوم الذين قادوه إلى الألقاب المحلية في المواسم الأخيرة وفي مقدمتهم المغربي أشرف بنشرقي وطارق حامد. وجدد فيريرا، العائد إلى الإدارة الفنية بعد إقالته من منصبه أمام غزل المحلة 1 – 2 في المرحلة الخامسة عشرة، ثقته التامة بعناصره وإمكانياتهم، ودعاهم أثناء المران إلى “تحقيق الأهداف المطلوبة وتخطي أي صعاب خلال المرحلة المقبلة”. وسيعود إلى تشكيلة الفريق القائد محمود عبدالرازق (شيكابالا) بعد انتهاء البرنامج العلاجي، لكنْ تحوم شكوك حول مشاركة التونسي حمزة المثلوثي ومحمد عبدالغني ومصطفى الزناري بسبب إصاباتهم، وسيكون الاعتماد بشكل أساسي على التونسي الآخر سيف الدين الجزيري وأحمد سيد (زيزو).
انطلاقة مثالية

أكد محمد عبدالشافي الظهير الأيسر لنادي الزمالك المصري أن المواجهة أمام شباب بلوزداد الجزائري بمثابة بداية جديدة للفريق في بطولة يغيب لقبها عن النادي منذ فترة طويلة. وقال عبدالشافي “نسعى للظهور بشكل جيد في لقاء شباب بلوزداد، بعد أن غاب عنا التوفيق في بداية المشوار بالبطولة القارية خلال السنوات الماضية”. وأضاف “نعلم أننا مقصرون ولكن نطالب الجماهير بالدعم والمساندة من أجل العودة إلى النتائج الجيدة”. وأوضح “علينا العمل بجدية من أجل الفوز، ولا بد من تسجيل الأهداف في وقت مبكر لضمان تحقيق الانتصار وحصد النقاط الثلاث”.
ويتطلع شباب بلوزداد إلى تحقيق انطلاقة مثالية في المجموعة الصعبة والعودة إلى قواعده بنتيجة إيجابية. وحرص مدربه التونسي نبيل الكوكي على إبقاء لاعبيه بعيدا عن الأمور الإدارية التي أدت إلى إقالة رئيس النادي محمد بن حاج لأسباب إدارية ولعدم الإيفاء بما تعهد به؛ إذ وعد بعقد صفقات انتقال ضخمة خلال الانتقالات الشتوية. وقال الكوكي في تصريحات صحفية “سنذهب إلى مواجهة فريق اسمه الزمالك، لكن نحن أيضا شباب بلوزداد”، مضيفا “فريقنا لا يخشى أحدا، وسنسعى بكل قوانا للعودة بنتيجة إيجابية من مصر”. وأردف قائلا “نحن عازمون على استغلال الظروف الصعبة التي يمر بها الفريق المصري لتحقيق أفضل انطلاقة ممكنة في البطولة القارية”.
ويخشى الكوكي أن يحل التعب على عدد من لاعبيه العائدين من المشاركة مع المنتخب الجزائري في بطولة أمم أفريقيا للمحليين وفي مقدمتهم شعيب كداد والمدافع سفيان بوشار الذي قال “سنسافر إلى مصر من أجل رفع التحدي أمام الزمالك والعودة بنتيجة إيجابية تسمح لنا بدخول المنافسة بقوة”.
وفي المجموعة عينها يستضيف الترجي، الطامح إلى لقب قاري خامس في دوري الأبطال، المريخ السوداني السبت على ملعب “حمادي العقربي” في رادس. ويدخل فريق “باب سويقة” اللقاء بمعنويات مرتفعة بعد الفوز العريض على البنزرتي (4 – 0) في الدوري المحلي وتصدره مجموعته قبل انطلاق مرحلة الحسم. وقال مدربه نبيل معلول الذي قاده إلى اللقب عام 2011، على حسابه في فيسبوك بعد مباراة البنزرتي “التركيز الآن على لقاء المريخ السوداني في دوري أبطال أفريقيا”.
ويمتلك بطل تونس في المواسم الستة السابقة كل مقومات الوصول إلى منصة التتويج ولاسيما مع وجود عناصر مميزة دولية على غرار محمد علي بن رمضان وأنيس البدري وياسين مرياح، فضلا عن الليبي حمدو الهوني والمغربي صابر بوغرين. وكان المريخ انخرط في معسكر إعدادي في القاهرة استعدادا للمباراة بقيادة المدرب البرازيلي هيرون ريكاردو. وتحوم الشكوك حول مشاركة العديد من لاعبي المريخ، من بينهم البرازيلي رافائيل داسيلفا وصانع اللعب أحمد حامد التش.
مصالحة الجماهير

من جانبه يبحث الرجاء البيضاوي المغربي عن اللقب القاري الرابع في المسابقة، والأول منذ نحو ربع قرن، حيث يأمل في افتتاحية قوية لمشواره عندما يستضيف فايبرز الأوغندي الذي يشارك للمرة الأولى السبت على ملعب “محمد الخامس” في الدار البيضاء. وستكون المواجهة مهمة أمام “النسر الأخضر” من أجل مصالحة جماهيره بعد النتائج المتذبذبة في الدوري المحلي وآخرها السقوط أمام أولمبيك آسفي (1 – 3) ثم تغلب بصعوبة على اتحاد طنجة متذيل الترتيب (2 – 1).
ويدرك المدرب التونسي للفريق المغربي منذر الكبير أهمية هذه المباراة التي سيخوضها في غياب جماهيره بسبب عدم الانضباط. ويمتلك عدد كبير من لاعبي الرجاء التجربة والخبرة القارية ولاسيما الحارس أنس الزنيتي وعبدالإله مدكور وزكريا حدراف. كما يلتقي حوريا كوناكري الغيني مع ضيفه سيمبا التنزاني ضمن المجموعة ذاتها.
ويستهل شبيبة القبائل الجزائري عودته إلى المسابقة الكبرى، التي توج بلقبها عامي 1981 و1990، من العاصمة الأنغولية لواندا حيث يواجه بترو أتلتيكو الأحد ضمن منافسات المجموعة الأولى التي تضم الوداد وفيتا كلوب الكونغولي الديمقراطي اللذين تأجلت مواجهتهما إلى الثالث من مارس المقبل.
وفي المجموعة الثانية، يستهل ماميلودي صنداونز الجنوب أفريقي مشواره القاري باستقبال الهلال السوداني في بريتوريا، فيما تأجلت مواجهة الأهلي مع كوتون سبور الكاميروني إلى الثالث من الشهر المقبل.