أخبار دوليةالأخبار

محادثات فلسطينية – أميركية حول الأفق السياسي والتهدئة الميدانية

أربعة فصائل فلسطينية تتجه نحو الجزائر لعقد لقاءات مصالحة الأسبوع المقبل قبيل القمة العربية

القدس – بحث أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، تطورات القضية الفلسطينية مع عدد من المسؤولين في الإدارة الأميركية، فيما غادرت قيادات أربعة فصائل فلسطينية قطاع غزة عبر معبر رفح البري للمشاركة في لقاء الحوار الوطني للمصالحة بالجزائر.

وقال الشيخ في بيان أصدره الأربعاء “خلال اليومين الماضيين أجريت عدة لقاءات مع مسؤولين في الإدارة الأميركية في واشنطن”.

وأضاف “التقيت بكل من مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ونائب وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان، ومساعدتي وزير الخارجية باربرا ليف ويائيل لامبرت، ونائب مساعد وزير الخارجية هادي عمرو”.

وأشار إلى أنه “جرى نقاش موسع حول آخر التطورات، وضرورة حماية خيار حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، وإطلاق أفق سياسي، ووقف كل الإجراءات الأحادية التي تدمر هذا الحل”.
وأوضح الشيخ أنه جرى بحث العديد من القضايا في العلاقات الثنائية الفلسطينية – الأميركية.

وتعد زيارة حسين الشيخ إلى الولايات المتحدة الأولى منذ سنوات لمسؤول فلسطيني، من أجل مناقشة مثل هكذا قضايا.

ولم يفصح الشيخ عن نتائج زيارته إلى واشنطن، لكن صحيفة “هآرتس” العبرية نقلت الخميس الماضي عن مصادر فلسطينية قولها إن “السلطة لا تتوقع أن تؤدي زيارة الشيخ إلى تقدم في المسار السياسي مع إسرائيل، بسبب انتخابات الكنيست (المقررة في الأول من نوفمبر المقبل)، والانتخابات النصفية في الولايات المتحدة”.

ولفت تقرير لصحيفة “هآرتس” إلى أن الشيخ بحث مع المسؤولين الأميركيين التصعيد الحالي الذي تشهده الضفة الغربية المحتلة، غير أن التقرير شدد على أن جولة مباحثات الشيخ في واشنطن “ليست مرتبطة بشكل مباشر” بالتصعيد الأمني الحالي في الضفة.

وأفاد التقرير بأن الزيارة ستشمل محاولة للدفع بتنفيذ “تسهيلات” لصالح الفلسطينيين، من قبل السلطات الإسرائيلية وإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، على حد سواء، والتي قد تشمل تقديم مساعدات اقتصادية وأمنية للسلطة الفلسطينية.

واعتبر مسؤولون فلسطينيون أن زيارة الشيخ تشكل مؤشرا إضافيا على نفوذه في الدوائر المقربة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووصفوه بأنه “خليفة محتمل” للرئيس الفلسطيني، وقالوا إنه يحظى كذلك بـ”شرعية” من قبل الإدارة الأميركية.

وتأتي زيارة الشيخ إلى واشنطن بعد فترة قصيرة على زيارة الرئيس الأميركي إلى بيت لحم في يوليو الماضي، وبعد أيام على زيارة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا إلى واشنطن، واجتماعه بنظيره الأميركي جيك سوليفان، الذي طالبه بـ”تخفيف التصعيد الأمني ​​في الضفة الغربية، ومواصلة اتخاذ الخطوات التي من شأنها تحسين حياة الفلسطينيين”.

ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تعمل على “تدمير” خيار حل الدولتين، مطالبين بعقد مؤتمر دولي للسلام من أجل إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وسط رفض من تل أبيب.

وتوقفت المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية منذ 2014، عقب رفض تل أبيب وقف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، وتنصلها من مبدأ “حل الدولتين” ورفضها إطلاق دفعة من قدامى الأسرى.

 

آمال ضعيفة للمصالحة
آمال ضعيفة للمصالحة

 

وبدأت الفصائل الفلسطينية بالتوجه إلى الجزائر تلبية لدعوة رسمية من الرئيس عبدالمجيد تبون للتباحث في سبل إنجاح الحوار الوطني الفلسطيني لإنهاء الانقسام السياسي الداخلي.

وغادر ظهر الأربعاء قطاع غزة عبر معبر رفح البري، وفد يضم ممثلين عن كلّ من “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” و”الجبهة الشعبية – القيادة العامة” و”جبهة التحرير العربية” و”لجان المقاومة الشعبية”، وفق وكالة الأناضول نقلا عن مصدر فلسطيني.

وأضاف المصدر، مفضلا عدم الكشف عن هويته كونه غير مخول له بالتصريح للإعلام، “شمل الوفد ماهر مزهر من الجبهة الشعبية وصباح أبوركبة من جبهة التحرير العربية ولؤي سلامة من الجبهة الشعبية (القيادة العامة) وأيمن الششنية من لجان المقاومة الشعبية”.

وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبويوسف للإذاعة الفلسطينية الرسمية، أهمية اللقاءات المقررة لتعزيز الموقف الفلسطيني قبيل استضافة الجزائر قمة جامعة الدول العربية مطلع الشهر المقبل.

وذكر أبويوسف أن الجزائر وجهت دعوات إلى 14 فصيلا، من ضمنها فصائل منظمة التحرير وحركتا حماس والجهاد خلال اليومين الماضيين، لعقد لقاءات مشتركة يومي الحادي عشر والثاني عشر من الشهر الجاري.

وأشار إلى أن اللقاءات المشتركة ستعقد بناء على حوارات منفصلة جرت بين وفود الفصائل والمسؤولين الجزائريين في فبراير الماضي، تضمنت تقديم الرؤي والآليات لتحقيق المصالحة.

وشدد أبويوسف على “أهمية إحراز تقدم ملموس في تحقيق الوحدة الوطنية بوصفها صمام الأمان لحماية المشروع الوطني الفلسطيني، في ظل ما يواجهونه من مخاطر وتحديات غير مسبوقة”.

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية أعلن قبل يومين أن الجزائر ستدعو الفصائل الفلسطينية، بما فيها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وحركتا حماس والجهاد، إلى اجتماع من أجل إتمام جهدها الرامي إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني.

وذكر أشتية أن الحكومة الفلسطينية “ستكون جاهزة لأي خطوة تدعم جهود المصالحة وإنهاء الانقسام” الفلسطيني الداخلي.

وفي السادس من ديسمبر 2021، أعلن الرئيس الجزائري اعتزام بلاده استضافة مؤتمر جامع للفصائل الفلسطينية، ولاحقا استقبلت البلاد وفودا تمثّل الفصائل، على أمل استعادة الوحدة وإنهاء الانقسام الفلسطيني.

وتعاني الساحة الفلسطينية، منذ صيف 2007، من انقسام سياسي وجغرافي، حيث تسيطر حماس على قطاع غزة، في حين تُدار الضفة الغربية من طرف الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة فتح بزعامة الرئيس عباس.

وعلى مدار سنوات، عُقدت لقاءات واجتماعات عديدة بين الفصائل الفلسطينية وتوصل بعضها إلى اتفاقات، لكنها لم تفلح في إنهاء الانقسام الداخلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
جريدة نبض الوطن