إقتصاد

مدريد: لن تصل أية جزيئة من الغاز الجزائري للرباط

 

روما -أحمد براو، <نبض الوطن> :

حسب وكالة أنسا الإيطالية أعلنت نائبة رئيس الوزراء الإسباني ووزيرة التحول البيئي ، تيريزا ريبيرا أن التعهد الذي تم الإتفاق عليه مع الجزائر هو أنه لن يُمرّر أي جزء واحد من الغاز القادم من الجزائر والذي يصل لإسبانيا إلى المغرب.
وقالت نائبة رئيس الوزراء، بعد أن هددت الجزائر بإنهاء العمل بالعقد في حال الإخلال به، وأنها لن تتعاقد من جديد مع إسبانيا إذا انتهى الأمر بالغاز في الرباط، مضيفة أن الغاز الذي سيتحول للمغرب لن يكون مصدره الجزائر.
وطمأنت ريبيرا أيضا خلال لقاء نظمته إذاعة كادينا سير: “من المهم للغاية بالنسبة لنا أن تكون لدينا علاقات جيدة مع جيراننا ولا سيما مع المغرب والجزائر”.
وسبق أن هدّدت الجزائر صدر هذا الأسبوع بفسخ عقد تصدير الغاز إلى إسبانيا إلى أعادت تصديره للمغرب.
وقالت وزارة الطاقم والمناجم الجزائرية في بيان إن “أيّ كمية من الغاز الجزائري مصدّرة إلى إسبانيا تكون وُجهتها غير تلك المنصوص عليها في العقود، ستُعتبر إخلالاً بالالتزامات التعاقدية وقد تفضي بالتالي إلى فسخ العقد الذي يربط سوناطراك بزبائنها الإسبان”.

ورغم تراجع اعتماد إسبانيا على الغاز الجزائري في الأشهر الأخيرة، لا يزال نحو ربع الغاز الذي تستورده إسبانيا يأتي من الجزائر في الربع الأول من هذا العام مقارنة بأكثر من 40 بالمئة عام 2021، بحسب مشغل شبكة الغاز الإسبانية، بحيث يتم تسليم هذا الغاز إلى إسبانيا عبر خط أنابيب الغاز تحت البحر ميدغاز الذي يربط بين البلدين مباشرة، بعدما أوقفت الجزائر إرسال الغاز عبر خط الأنابيب المغاربي الأوروبي بعد النزاع الدبلوماسي مع المغرب بسبب قضية الصحراء المغربية، وبدأت باستعمال أنبوب آخر يمر مباشرة إلى إسبانيا. العلاقات بين الجزائر والمغرب تدهورت خلال العامين الماضيين. بعدما قطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع الرباط السنة الماضية واتهام الرئيس الجزائري عبد المجيد المملكة المغربية بالممارسات ذات “الطابع العدواني”.
كما انتقد الموقف الإسباني الأخير من قضية الصحراء المغربية واصفا إياه بأنه “غير مقبول أخلاقيا وتاريخيا”، لكنه أكد أن الجزائر “لن تتخلّى عن التزامها بتزويد إسبانيا بالغاز مهما كانت الظروف”.
وتدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تسعى إلى تقرير مصير الصحراء، فيما يدعم المغرب مقترح الحكم الذاتي الموسع، وهي منطقة يعتبرها المغرب أرضا تابعة له. وأعلنت إسبانيا الشهر الماضي أنها تدعم خطط الرباط لمنح المستعمرة الإسبانية السابقة حكما ذاتيا خاصا، وهو ما انتقدته بشدة الجزائر، واستدعت على إثر ذلك سفيرها لدى إسبانيا بينما لم تستبعد شركة سوناطراك زيادة سعر الغاز المصدر إليها نكاية.
ونحن في عز الإحتفالات بآخر أيام رمضان وفرحة قدوم العيد للتصالح والتزاور وكف الأذى، تُقدِم الجارة الشرقية على الإمعان في الخصومة والفجور في العداء مع أشقائهم في المملكة المغربية، في حين يبسط المغرب أياديه للصلح ويقدم الضمانات للتفاهم والجلوس لحلّ كل المشاكل العالقة ونسيان الماضي الذي لا يتحمله من هم الآن في السلطة والمسؤولية، والعمل معا من أجل وحدة المصير وتقدم الشعوب المغاربية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: