
موسكو تريد إقليم دونباس وجنوب أوكرانيا وكييف تصف خططها بـ«الإمبريالية»
لندن : في وقت يعتزم فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لقاء الرئيس فلاديمير بوتين، يوم الثلاثاء المقبل، تلقى الأخير اتصالا من رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، حثه فيه على وقف لإطلاق النار في أوكرانيا بمناسبة عيد الفصح الأرثوذكسي المقبل، وفي حين كشفت موسكو عن هدفها بالسيطرة على دونباس وجنوب أوكرانيا، وصفت كييف هذه الخطط بـ”الإمبريالية”. وقال مسؤول أوروبي، مشترطا عدم الكشف عن هويته، إن ميشال تحدث مع بوتين بـ”أسلوب صريح ومباشر” بشأن عدم قبول الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال ميشال في منشور عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إنه دعا بوتين إلى السماح “الفوري بوصول المساعدات الإنسانية وبإقامة ممر آمن” من ماريوبول وغيرها من المدن قيد الحصار في أوكرانيا.
كذلك انتقد منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، روسيا لهجومها المتواصل على ميناء ماريوبول الأوكراني، ووصفه بأنه “ذريعة مصطنعة” لتحرير المدينة.
ودعا بوريل مرة أخرى إلى إنشاء ممرات إنسانية والإعلان عن وقف إطلاق نار للسماح للمدنيين بالفرار من المدينة.
لكن الكرملين أكد أن “كل عناصر القوات المسلّحة الأوكرانية والمقاتلين في كتائب قومية والمرتزقة الأجانب الذين ألقوا سلاحهم تم ضمان بقائهم أحياء وتلقيهم العلاج المناسب وفقا للقانون الدولي، ورعاية طبية جيّدة”، مضيفا “لكن نظام كييف يمنع الاستفادة من هذه الفرصة”.
وأكدت كييف أن مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية التي تقول موسكو إنها “حررتها” ما زالت تقاوم القوات الروسية، مشيرة إلى أن آلاف المقاتلين الأوكرانيين يواصلون القتال بضراوة للدفاع عن مجمع آزوفستال الهائل للصناعات المعدنية. وأعلن الكرملين أن بوتين قال خلال المحادثات الهاتفية “المطوّلة” مع ميشال إن “جرائم حرب عديدة” ارتكبتها القوات الأوكرانية تم تجاهلها. إلى ذلك، أعلن الكرملين أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، سيزور الأسبوع المقبل روسيا حيث سيلتقي بوتين، في أول لقاء بينهما منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وحسب نائبة المتحدث باسم الأمين العام، إيري كونيكو، فإن الأمين العام سيكون موجودا في موسكو يوم الثلاثاء 26 أبريل (نيسان) الجاري، و”سيلتقي الرئيس فلاديمير بوتين، كما سيعقد اجتماعا حرا وغداء عمل مع وزير الخارجية سيرغي لافروف”.
وحول معارك الشرق، قال نائب قائد قوات المنطقة العسكرية الروسية الوسطى، روستام مينيكاييف “منذ بداية المرحلة الثانية من العملية الخاصة والتي بدأت قبل يومين، أحد أهداف الجيش الروسي هو بسط سيطرته الكاملة على دونباس وجنوب أوكرانيا”.
ونددت وزارة الدفاع الأوكرانية بالخطط التي أعلنتها روسيا، ووصفتها بأنها “إمبريالية”.
وعلى صعيد التسليح الغربي لكييف، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس الجمعة، إن فرنسا سترسل أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا، من بينها مدافع هاوتزر ذاتية الدفع بالإضافة إلى نظام أسلحة صاروخي موجه مضاد للدبابات، فيما أكد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أن المملكة المتحدة تدرس إرسال دبابات إلى بولندا لكي تُرسل وارسو دباباتها إلى القوات الأوكرانية التي تحارب روسيا.
إلى ذلك، شدّد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على أن أي دعم من بكين للحرب التي تشنّها روسيا في أوكرانيا وأي مساعدة لموسكو للالتفاف على العقوبات الغربية قد يلحقان الضرر بالعلاقات مع الصين.
وتزامن ذلك مع موقف تصعيدي لليابان اعتبرت فيه، وللمرة الأولى منذ عام 2003، أنّ أربع جزر صغيرة تقع شمال الأرخبيل “محتلّة بشكل غير قانوني” من جانب روسيا، في حين تدهورت العلاقات الروسية اليابانية بشكل خطير على إثر الحرب في أوكرانيا.
«القدس العربي»- ووكالات