سياسة

غضب شعبي مكتوم.. المظاهرات قد تنفجر في روسيا بعد قرار التعبئة

أثار قرار بوتين الدعوة إلى التعبئة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية حالة من الذعر على نطاق واسع بين سكان روسيا، لكنه لم يؤدِ بعد إلى احتجاجات جماهيرية، حيث يتوقع الخبراء أن التأثير على الرأي العام سيكون تدريجيا، وفقا لصحيفة “الغارديان”.

وعشية خطاب بوتين، تجمع المئات من سكان موسكو في شارع أربات السياحي للاحتجاج على التعبئة.

وهتف المحتجون “لا للحرب”، لكن سرعان ما أغلقت شرطة مكافحة الشغب ورجال الحرس الوطني الشارع وبدأوا بإجراء اعتقالات وكان العديد من المعتقلين من الشباب.

وقال أندريه كوليسنيكوف، الذي بحث في مواقف البلاد تجاه الصراع، “تم قمع المجتمع الروسي حتى النخاع وأصبح ممتثلا”.

وأضاف أن الكثير من سكان روسيا أجبروا على الدخول في “حالة من الطاعة الاستباقية”، حيث يشجع عدم القدرة على التأثير في الأحداث الناس على أن يصبحوا سلبيين.

لكن بحث كولسنيكوف، الذي نشرته مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وجد أيضا أن الدعم العام الروسي للحرب ضد أوكرانيا أقل صلابة مما تشير إليه الإحصاءات عموما، مما دفعه إلى الاعتقاد بأن أمر التعبئة الذي أصدره بوتين قد يكون مقامرة مكلفة.

وقال: “قد يكون من الخطير على النظام أن يأخذ المحاربين على كرسي بذراعين الجالسين أمام التلفزيون وتحويلهم إلى مشاركين نشطين. إننا نشهد بالفعل أولى علامات السخط الآن”.

في كاريكاتير لأبرز رسام سياسي روسي، سيرغي إلكين، يقف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على قمة جدار الكرملين وذراعيه ممدودتان. في الكاريكاتير ذاته، يسأل بوتين بنظرة يأس: ” ماذا علي أن أفعله أيضا لكي تبدأوا في التمرد أخيرا”.

ومع بدء ظهور صور تُظهر آلاف الرجال الروس وهم يستقلون حافلات متجهة إلى مراكز تدريب، يسأل الكثيرون في الغرب نفس السؤال.

“الحسابات تغيرت”

يقول المراقبون إن الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للكرملين هو الاضطرابات التي بدأت تتفجر بعيدا عن المدن الكبرى وفي مناطق تعتبر معاقل تقليدية للنظام.

في مقطع فيديو من قبردينو – بلقاريا، وهي منطقة فقيرة صغيرة في جبال القوقاز، شوهدت مجموعة من النساء يوبخن ضابطا محليا لتجنيد أبنائهن.

وتعرضت ثلاثة مكاتب تجنيد عسكرية إقليمية على الأقل للهجوم منذ أن أمر بوتين بالتعبئة الجزئية. والجمعة، أعلنت موسكو أنها سترسل ضباط شرطة لحماية موظفي مكاتب التجنيد العسكرية.

وتعرضت ثلاثة مكاتب تجنيد عسكرية إقليمية على الأقل للهجوم منذ أن أمر بوتين بالتعبئة الجزئية. والجمعة، أعلنت موسكو أنها سترسل ضباط شرطة لحماية موظفي مكاتب التجنيد العسكرية.

في مقطع فيديو آخر من مكان مجهول في روسيا، شوهد ضابط يصرخ في وجه مجموعة من الرجال الذين تم حشدهم والذين ظهروا وهم يعبرون عن مخاوفهم بشأن تجنيدهم الإجباري.

يظهر الضابط في الفيديو قائلا: “أغلقوا أفواهكم … هذا كل شيء. انتهى وقت اللعب، أنتم جنود الآن”.

وقال أستاذ السياسة الروسية في كينغز كوليدج لندن، سام غرين، إنه من خلال الدعوة إلى التعبئة، “جعل بوتين الحرب أكثر واقعية للناس مما كانت عليه من قبل”.

وأردف بقوله: “كان الصمت لا يزال هو الخيار المفضل، نظرا للمخاطر التي يواجهها المحتجون. لكن الآن، مع الاحتمال الحقيقي لإرسالهم إلى الصفوف الأمامية، تغيرت تلك الحسابات”.

قال غرين، الذي شارك بتأليف كتاب “بوتين ضد الشعب”، “ينظر الروس حولهم بحثا عن إحساس بالإجماع العام ويكيفون سلوكهم وفقا لذلك”.

الحرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
جريدة نبض الوطن
%d مدونون معجبون بهذه: