
مصر..النيابة تأمر بحبس المتهم بقتل كاهن كنيسة السيدة العذراء بالإسكندرية
قررت النيابة العامة المصرية، الجمعة، حبس المتهم بقتل القمص أرسانيوس وديد رزق كاهن كنيسة السيدة العذراء في الإسكندرية أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات.
وقالت النيابة العامة في بيان، إنه جرى إيداع المتهم تحت الملاحظة الطبية في أحد المستشفيات العامة المتخصصة في علاج الأمراض النفسية والعصبية لبيان حقيقة ما ادعاه خلال استجوابه من سابقة معاناته من أمراض نفسية تُفقده السيطرةَ على أفعاله.
واستمعتْ النيابة العامة لسبعة عشر شاهدًا على الواقعة، تواترت أقوالهم بشأن ملابسات كيفية وقوع الحادث؛ بأنَّ المجني عليه والعديد من الأشخاص كانوا في اجتماع أسبوعي عقدته الكنيسة في الشاطيء، وعقب انتهاء اجتماعهم وأثناء استقلالهم الحافلات التي ستنقلهم، ومتابعة المجني عليه انتظامَهم بها مرتديًا الزيّ الديني، فوجئوا بالمتهم قد اندسّ بينهم مُشهرًا سكينًا بيده وتسلل خلف المجني عليه وطعنه في عنقه قاصدًا قتله، وحاول التعدي عليه بطعنة أخرى إلا أن الحاضرين قبضوا عليه وتحفظوا على السكين التي كانت بحوزته.
واطلعت النيابة على آلات المراقبة المثبتة في محيطه، وتلقت نتائج التقارير الفنية من مصلحة الطب الشرعي ومركز الإسكندرية للسموم بشأن إجراء الصفة التشريحية لجثمان المجنى عليه، وفحص عينات من المتهم بيانًا لمدى تعاطيه أيّ مواد مخدّرة.
كانت معاينة النيابة العامة لمسرح الواقعة أسفرت عن وجود آثار دماء به، والعثورِ على ثلاث آلات مراقبة مثبتة أعلى ثلاث بوابات للشاطئ الذي حدثت الواقعة في محيطه، تَبيَّن من مُشاهدتِها ظهورُ المجني عليه قبلَ وقوع الحادث بلحظات يتابع خروجَ مرافقيه من إحدى تلك البوابات، حتى ظهر المتهم مُحرزًا كيسًا بلاستيك يمرّ من بين المتواجدين متجهًا للمجني عليه، ثم ظهرت حالة من الفزع على الظاهرين بالمشهد، دون أن تسجل آلات المراقبة لحظات ارتكاب الجريمة.
كان تقرير الصفة التشريحية الصادر عن مصلحة الطب الشرعي، أثبت أن وفاة المجني عليه نتيجةُ إصابته الطعنيَّة بالعنق.
واستجوبت النيابة العامة المتهم فيما نُسب إليه من قتله المجني عليه، فأقرَّ خلال مواجهته شفاهةً بالاتهام بارتكابه الواقعة، ثم عاد وعدل عن إقراره وقرَّر أنه وفد إلى الإسكندرية منذ أيام بحثًا عن عمل بعدما تنقل من محافظة إلى أخرى، ومكث يبيت في الطرق العامة حتى عثر على سكينًا في مجمع للقمامة، فاحتفظ بها دفاعًا عن نفسه، ثم ادعى أنه يوم الواقعة وبعدما رأى المجني عليه أمامه لم يشعر بما ارتكبه قِبَله، حتى ألقى المتواجدون القبض عليه.
وبحسب بيان النيابة، فإن المتهم، ادعى إصابته باضطرابات نفسية منذ نحو عشرة أعوام دخل على إثرها أحد مستشفيات الصحة النفسية لتلقي العلاج، وأنه يفقد السيطرة على أفعاله أحيانًا.
وكان المركز القبطى الأرثوذكسي، قد أعلن مقتل القمص أرسانيوس وديد كاهن كنيسة القديسة العذراء مريم وماربولس كرموز في الإسكندرية شمال مصر طعناً في رقبته.
وقال شهود عيان إن المتهم هاجم القمص أثناء سيره في منطقة سيدي بشر في الإسكندرية.
“القدس العربي”